في بيت عشعش الفقر في كل ركن من اركانه ... قوامه أب يعمل في مهنة الحدادة وخراطة المعادن ... وأم لا تعرف القراءة والكتابة وثمانية أطفال جميعهم يدرسون بالمدرسة ومعدلاتهم فوق الممتاز ... علامات الفقر لا تظهر عليهم ... فجميعهم يلبسون ثيابهم عندما تصغر على أحدهم ... وكرامتهم بين الناس أكثر من محفوطة ... وما يرفع من اسمهم عند كل الناس هو مستوى تفوقهم الدراسي .... وحبهم لبعضهم البعض ... وما يأكلون ويشربون فالله أعلم
تخرج منهم أطباء اثنان ومدرسين رياضيات ايضا اثنان وقاضي ومدرسين للصفوف الابتدائية .. وورث أحدهم مهنة أبيه وهو متفوق على اقرانه بهذه المهنة ... لم تصل مراحل التطور التي تعيشها نساؤنا في هذا العصر لهذه الأم الفاضلة .... فهي لا تعرف طعم البيتزا ولا طعم الهمبرغر ولا يوجد عندها أي رغبة بمتابعة عروض الأزياء وأخر ما توصلت اليه الموضى ... ولم يكن عندها مجموعة نساء تشترك معهم بالفطور الصباحي عند كل واحدة منهم يوم في الأسبوع ولا فكرت يوما بعمل أو الذهاب لأي استقبال نسائي بمناسبة او غير مناسبة ... وعندما كانت تدعى لأية مناسبة تراها في الصف الأول من المجلس .... وبتزاحم الناس على اعطاءها مكانهم او مكان الصدارة بالمجلس رغم أميتها ... وعدم تناسق ملابسها التي لا تتناسب مع العصر ومتطلباته ...
كانت ضيفة احدى البرامج على التلفزيون ومنحوها وبدون تردد واعتزاز لقب الأم المثالية ... تكريما لها ولجهودها في تربية وتنشئة أولادها ... وحاليا أولادها يعيشون في مجتمعهم فخورون بشهاداتهم ومكانتهم بين الناس .... وهي بحكم سنها تعيش البقية الباقية من عمرها .... يأتون جميعهم لزيارتها يوميا ومع كل واحد منهم ما طبخ منه في بيته واطعم منه اولاده ... علما أنها لا تأكل كل ما يحضرون لها ...
ولكن شعورهم بأنها وراء نجاحاتهم وتفوقهم يدفعهم لتقديم المزيد ... وأنا بدوري اتساءل وأقول :- 1- ما هي الصفات التي يجب أن تتحلى بها المراة التي هي وراء كل رجل عظيم ...؟ 2-وهل في الجنة موطأ قدم لكل الأمهات ...؟ ملاحظه/ مـ الايميل ــن.